قطر الأولي في جودة التعليم ؟
تعتبر قطر حاليا من الدول الرائدة في مجال التعليم والتنمية البشرية فقطر تحتل المستوى الخامس عالميًا والأول عربيًا في جودة التعليم وذلك لما تقدمه من خدمة تعليمية ممتازة وناجحة تتميز بالتأثير الفعال والناجح في أسواق العمل المحلية والعالمية وفي كافة قطاعات الأعمال والمهن المختلفة , فقد كان للحكومة القطرية والمسئولين عن التعليم في قطر رؤية مستقبلية حول الاستثمار في مجال التعليم باعتباره السر في نجاح أى دولة تريد النهوض والتقدم واللحاق بركب الدول المتقدمة .
وقد بدأ الاهتمام بالتعليم في قطر منذ عام 1952 حيث كان هذا العام هو بداية التعليم النظامي في قطر والذي يكفل حق التعليم لكل طفل بشكل مجاني من الروضة وحتى المرحلة الثانوية ومنذ ذلك التاريخ شهد التعليم القطري العديد من التطورات والتغيرات التي شملت منظومة التعليم بأسرها من مدارس ومناهج وغيره وكل هذه التطورات والتغيرات التي طرأت على منظومة التعليم في قطر كانت مرتبطة بالتحولات الاقتصادية الكبيرة والتغير الديموجرافي في البيئة السكانية للشعب القطري عقب اكتشاف النفط والغاز الطبيعي والذي أثر بشكل كبير على مستوى وشكل التعليم في قطر , ويمتاز التعليم في قطر بالتنوع والاختلاف فتوجد المدارس القطرية الحكومية والمدارس الخاصة التي تدرس المناهج القطرية كما توجد المدارس الدولية التي تدرس المناهج الأجنبية مثل المناهج الأمريكية والبريطانية بالإضافة لمدارس الجاليات التي اشتهرت مؤخرا كما شهد التعليم العالي نجاحا باهرا بعد إنشاء جامعة قطر عام 1977 وانفتاحه على نظم التعليم المختلفة في العالم .
قطر الأولى عربيًا في التعليم
بحلول عام 2018 حلت قطر في المرتبة الأولى عربيا والخامسة عالميًا من حيث جودة التعليم بحسب أخر تصنيف قام بإصداره المنتدى الاقتصادي العالمي , هذا التصنيف الذي شمل حوالي مائة وسبع وثلاثين دولة حول العالم والذي اعتمد على اثنى عشر معيارًا أساسيا لقياس جودة التعليم مثل ” التعليم الأساسي وجودة النظام الصحي , البنية التحتية والمؤسسات , بيئة الاقتصاد الكلي , التعليم الجامعي والتدريب العملي , جودة الأسواق والسلع , كفاءة سوق العمل وتوافر المؤهلات المطلوبة للعمل به , استخدام التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة في التعليم , دعم الابتكار ,حجم السوق وتطويره ودعمه .
وقد جاءت سويسرا على رأس التصنيف محتلة المركز الأول بمجموع نقاط بلغ ستة ونصف من عشرة بينما حلت دولة موريتانيا في المركز الأخير كما استطاعت قطر تحقيق المعدل الأعلى في نسبة محو الأمية على مستوى الوطن العربي وذلك بحسب التقارير والإحصائيات المقدمة من منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والتعليم والمعروفة باسم ” منظمة اليونسكو ” فحلت قطر في مقدمة الدول العربية التي يجيد مواطنوها القراءة والكتابة من عمر عشر سنوات بنسبة بلغت ستة وتسعون بالمائة .
ويتكون النظام التعليمي الأساسي في قطر من عدد من المراحل ” الابتدائية وعدد سنوات الدراسة بها ست سنوات ” ثم المرحلة ” الإعدادية ” وعدد سنوات الدراسة بها ثلاث سنوات والمرحلة ” الثانوية ” كذلك مدة الدراسة بها ثلاث سنوات والتعليم كله قائم على فكرة ” المدارس المستقلة ” وهو أحد الإصلاحات التي استحدثها أمير قطر السابق الشيخ ” حمد بن خليفة آل ثاني ” وتقوم فكرة المدارس المستقلة على تدريس مناهج خاصة بها وغير مرتبطة بما يتم تدريسه من مناهج حكومية في المدارس الحكومية وهي مع ذلك خاضعة للإشراف الحكومي وتتلقي دعهما المادي من حكومة قطر ويتوقع من تلك المدارس تحقيق نتائج مبهرة في البرامج التعليمية الخاصة بكل مدرسة وتقوم بعض المدراس المستقلة بتدريس مناهج في تخصصات بعينها مثل ” التدريب المهني أو الرياضة أو الفنون ” .
قطر الأعلى إنفاقًا على التعليم
تبعا لأخر الإحصائيات المقدمة من البنك الدولي حول الدول الأعلى إنفاقًا على التعليم حلت قطر في مقدمة دول الوطن العربي وشمال إفريقيا كأكثر دولة قامت بتخصيص أموال من الموازنة العامة للدولة من أجل الإنفاق على التعليم فقد بلغ ما قامت قطر بتخصصيه عام 2018 حوالي عشرين مليار ريال قطري أي مايعادل حوالي خمسة مليارات ونصف مليار دولارا أمريكيا أما في العام الماضي بلغ حجم ما أنفقته الحكومة القطرية على التعليم حوالي تسعة عشرة مليار ريالا قطريا أى ما يعادل خمسة مليارات دولار تم إنفاقها جميعا في تطوير التعليم ودعم استخدامات التكنولوجيا وبناء أكثر من ثلاثين مدرسة جديدة مجهزة بأحدث التقنيات والوسائل التعليمية الحديثة .
وقد بلغ عدد المدارس الحكومية في قطر حوالي 272 مدرسة وبلغ عدد المدارس الدولية والخاصة حوالي 282 مدرسة على مستوى قطر كما بلغ إجمالي عدد المعلمين في المدارس القطرية الحكومية حوالي 13440 معلم ومعلمة بينما بلغ عدد المعلمين والمعلمات في المدارس الخاصة والدولية حوالي 13591 معلم ومعلمة , ويتقاضى المعلم في قطر أجرا مرتفعا ويعتبر هو الأعلى في فئة المعلمين بالوطن العربي والشرق الأوسط عامة فقد بلغ راتب المعلم القطري حوالي خمسين ألف ريال شهريا أى ما يعادل أربعة عشر ألف دولار أمريكي بينما بلغ راتب المعلم الوافد حوالي عشرين ألف ريال قطري أي ما يعادل خمسة الآف وخمسامائة دولارأمريكي .
رؤية قطر التعليمية 2030
تستهدف قطر بحلول عام 2030 تحقيق عدد من النجاحات في العديد من القطاعات المختلفة مثل الصناعة والزارعة والتجارة والرياضة ومن ضمن القطاعات التي تهدف قطر إلى تحقيق النجاح بها هو قطاع التعليم فتعمل قطر على وضع خطة تتألف من مجموعة من المحاور الأساسية لدعم التعليم وتطويره وذلك للسير على نفس النهج المتبع في تطوير التعليم في السنوات العشر الأخيرة والتي شهدت تغييرا كبيرا على مستوى التعليم في قطر والذى استطاع أن يقفز قفزة حضارية هائلة وتتمثل بنود ومحاور تلك الخطة فيما يلي :
- ربط عملية التعليم بمجال التنمية البشرية وهو المجال الأنجح في قطر حاليا ويعتبر التعليم هو الاستراتجية الأساسية لجعل مجال التنمية البشرية ينمو نموا مستمرا
- بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العصرية العالمية ويساوي أحدث النظم العالمية في التعلييم ويعمل على تطوير قدرات وإمكانيات المواطنين القطريين من خلال وضع برامج تعليمية حديثة وبرامج تدريبية لرفع كفاءة المواطن القطري وتأهيله للالتحاق بسوق العمل وتحقيق النجاح المطلوب في كافة المجالات .
- تنمية القدرات العقلية للطلاب وتشجيعهم على التفكير والابتكار وتنمية مواهبهم في جميع المجالات وتشجعيهم على التفكير التحليلي ونقد أى ظاهرة محيطة بهم ومحاولة استنتاج الحلول السريعة والمبتكرة لأى مشكلة أو عقبة قد تواجههم
- احتياج قطر لجيل من المعلمين يكون قادرا على تنفيذ رؤية قطر التعليمية 2030 وذلك من خلال توفير برامج تدريبية حديثة لتأهيل المعلمين على أحدث الاستراتجيات المستخدمة في التعليم ودعم روح التعاون والحس الوطنى داخل المعلم بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم الولاء للدين والوطن واللغة والهوية القطرية .
- تغيير مفهوم المعلم بالنسبة لوظيفة التعليم من خلال تثبيت عقيدة ثابتة داخل كل معلم بأن التعليم ليس مجرد مهنة تقليدية ونمطية يتم تأديتها مثل باقي الوظائف وإنما رسالة سامية الغرض منها بناء إنسان واعي وقادر على تحمل المسؤلية ودفع عجلة الإنتاج وقيادة دفة الوطن نحو الرقي والتقدم للحاق بركب الدول المتقدمة والناجحة .
كانت هذه أسباب وعوامل خلقتها قطر لتكون في مصاف الدول المتقدمة في التعليم بل أولهم و أفضلهم و لا تقف قطر عند هذه النقطة ، بل تسعى للتطور دائما لتكون الأولى في شتى المجالات .