مدينة الزبارة مدينة من أجمل المدن الساحليةٌ الموجودة على الساحل الشمالي الغربي من بحر الخليج العربي، تبعد عن الدوحة العاصمة القطرية حوالي مائة كم وتمتد أراضيها على مساحةٍ تبلغ ستين هكتاراً.
كانت الزبارة قديماً يتم اعتبارها ميناء ذات قيمة رائعة حيث كان ينتشر حرفة الصيد ومهنة التجارة في اللؤلؤ، ولكن اليوم الوضع تغيّر حيث يتم اعتبارها الآن موقعاً من أضخم وأروع مواقع التراث الموجودة في دولة قطر.
ماذا تعرف عن مدينة الزبارة في قطر ؟
تتميّز الزبارة بأسوارها ذات التصميم البديع، والقصور التى كانت للسكن قديماً ذات الشكل الضخم الرائع، والبيوت المذهلة التى توجد بداخلها، والأسواق التى تُقام فيها، والمناطق الصناعية والمساجد التي بداخل الزبارة، كما أنّها واحدة من أفضل المدن الأخرى التى توجد فى الخليج العربى؛ التى كانت تهتمّ بمهنة التجارة فى الفترة الزمنيّة التى تمتد بين القرنين القرن الثامن عشر و القرن التاسع عشر، حتى تم اعتبارها فى عام 2013 م واحدة ضمن قائمة التراث العالمي التى تنظّمه منظّمة اليونسكو العالمية.
تكشف لنا مدينة الزبارة والمحيط الثقافي الخاص بها عن التحوّلات الإجتماعيّة والاقتصاديّة التى تمتلكها تلك الأرض، وما تحتويه من التاريخ الخاص بتقاليد التجارة الحضرية والتاريخ العريق لصيد اللؤلؤ؛ حيث أنهما اعتُبرا عنصراً أساسيّاً لاستمرار الحياة للمدن الساحلية الكبيرة ، كما أنّ مدينة الزبارة مثال رائع ومذهل ويعتبر خير دليل على القدرات العمرانيّة التخطيطيّة العالية والهائلة في فترة طويلة من الزمن.
تعمل دولة قطر فى الوقت الحالى على الاستمرار فى حماية تلك القلعة أمام ما تقابله القلعة من الظروف القاسية الساحليّة والصحراوية حتى تتمكّن الأجيال القادمة من تابعة استمتاعهم بالسّياحة فى دولة قطر، كما تقوم دولة قطر بإنشاء منصّة جديدة على البرج الشمال الغربي الذي يوفّر منظر رائع لجميع السّيّاح؛ وإطلالة رائعة وشيّقة على الموقع الأثري، كما تقوم أيضاً بتجهيز بعض شاشات العرض الرقمية للمحتوي التّفاعلي.
ولذلك فلا عجب اذا علمنا أن الزبارة قد تم ضمها إلى قائمة اليونسكو للمواقع التراث العالمي, ولسوف آخذك عزيزي القارئ في زيارة سريعة لهذه المدينة السياحية الرائعة لترى مدى الروعة في التراث العربي القديم .
أولا قلعة الزبارة
شيدت قلعة الزبارة بناءاً عل توصيات من الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني, وذلك في عام 1938 م, وتم تشييدها لحماية ساحل قطر الشمالي الغربي وحراسته, وهي جزء من منظومة دفاعية للسيطرة على البحر وحماية مياهه العذبة, وقد صممت القلعة على نمط التراث العربي والخليجي معاً, فنري فيها الشرفات المدببة, والأسقف التي هي عبارة عن تمازج الأبراج المربعة الزوايا والدائرية, وجدرانها المائلة وأرضها المسطحة المربعة, وهي تمثل مزارا مهماً داخل مدينة الزبارة يتوافد إليها الزوار من كل مكان .
ثانياً : قلعة مرير الأثرية
تقع قلعة مرير جنوب قلعة الزبارة, وهي عبارة عن مستطيل فسيح له أربعة أبراج, تحتوي على مسجداً وأبنية سكنية , وتحوي على خزانات وآبار مياه . منها ماطمر نتيجة لعوامل بيئية , ولكن بعدما بدأت أعمال التنقيب تبين إمكانية العثور على المباني المدفونة .
ثالثاً : مدينة الزبارة
يرجع تاريخ مدينة الزبارة إلى مائتي عام مضت , وقد كانت مركزاً أقليمياً لتجارة اللؤلؤ, وقد أدى هذا إلى جذب الأنظار المعادية لها, فتعرضت للعديد من الهجمات في عام 1811 م, الأمر الذي جعلها مهجورة تماماً, ولم تصمد أبنيتها ومساجدها لهذا الهجوم . ولكن سرعان ما بدأ شريان الحياة يسري من جديد في هذه المدينة العريقة , فبني حولها سور على هيئة قوس وأبراج بطول هذا السور , واستأنف بناء منازلها من جديد على النمط التقليدي , ولكن لم تعد المدينة كسابق عصرها , إلا أن الحكومة القطرية تسعى جاهدة هذه الأيام للتنقيب عن كل ماطمر وهدم في هذه المدينة , والتي اثبتت أعمال الحفر أنه يمكن العثور على بعض الأبنية بحالة جيدة يمكن ترميمها .
رابعاً : سوق الزبارة
هو قلب المدينة ونبضها فقد كان التجار يتوافدون عليه ببضائعهم , للمقايضة والمساومة , حتى هجر تماما بعد الهجوم على المدينة , ولكن بعدها بفترة نصبت خيام صائدي الأسماك وبنيت الأكواخ التي تحولت تدريجياً إلي مناول من الحجر, وقد أكتشف حديثا مبان تحتوي على غرف تخزين صغيرة مبنية بطريقة معقدة , ولا زال التنقيب مستمراً حتى وقتنا الحالي للكشف عن بقايا هذا القلب التجاري التاريخي الرائع.
خامساً : القصر أو المجمع
كعادة أي شعب وأي زمن يوجد دائما تفاوت في درجات الغنى والفقر لدى الأشخاص, فزائر مدينة الزبارة سيلاحظ أن هناك منازل ضخمة ومزخرفة, ذات أفنية مترابطة, ومتعددة الطبقات, وتحاط بسلسلة من الغرف, ويغلق عليها جميعها سوراً بأبراج دائرية, والذي يرجح أن قاطنيها كانوا من الشيوخ الأثرياء وأصحاب المناصب العليا في المدينة المعنيين بالقيادة والإدارة .
سادساً : إكتشافات أثرية من مدينة الزبارة
- عملات فضية من عهد السلطان سليم الثالث .
- قطعة نقود نحاسية تعود لفترة الإمبراطورية البريطانية .
- خاتمان من الفضة .
- عملات نحاسية هندية .
- قطعة نحاسية عثمانية مكتوب عليها ضرب في بغداد .
- قطعة نحاسية منقوش على وجهها نجمة سداسية, والوجه الأخر يتوسطه كلمة يارب .
- جرة من الفجار لها ثلاث أيادي .
- إناء كامل من الفخار .
- طلقات من البندقية مستديرة الشكل مصنوعة من الرصاص .
- مشط للشعر مصنوع من الخشب .
- قنديل أخضر اللون مصنوع من الفخار .
- قدور مصنوعة من الفخار, بعضها ملون .
- ملقط مصنوع من النحاس .
- طشت صغير مصنوع من النحاس .
- مئات من القطع الخزفية المصنوعة من البورسلين , وملاعق , وفناجين , وأطباق كلها من البورسلين .
- العديد من المواقد مصنوعة من الفخار .
- أغطية مصنوعة من الفخار .
- سلاسل للزينة مصنوعة من النحاس .
- جرات مصنوعة من الفخار على هيئة بيضاوية .
- مدقان من الحجر الجرانيت .
- مجموعة من الأحجار
- صندوق لؤلؤ مصنوع من النحاس .
- طبق مصنوع من الفخار مزخرف بزخارف نباتية وأزهار .
- العديد من غلايين التدخين المزخرفة .
- مدقة لطحن المواد الغذائية .
جهود الحكومة القطرية للحفاظ على التراث القطري وتوارثه للأجيال الصاعدة
قامت متاحف قطر بتوجيهات من الحكومة القطرية بأعمال التنقيب والترميم في مدينة الزبارة, وإجراء البحوث العلمية وبرامج التوعية بأهمية التراث التاريخي في حضارة الأمم, وأطلقت موسماً ثقافياً يتضمن ورش عمل فنية وحرفية, لتعريف النشئ بالحرف التراثية في حياة الأجداد, الذين عاشوا في هذه المدينة العريقة , وذلك من خلال تقديم الطعام لهم على الطريقة التقليدية , وركن لصناعة شبكات صيد الأسماك , وركن لنقش الحناء على أيادي النساء , وعزف الأغاني التراثية الرائعة , وقامت بافتتاح موقع الزبارة رسمياً ليزوره الجمهور ووضعت اللوحات الإرشادية الممتدة على طول الطريق .
كان هذا المقال عن أهم معالم مدينة الزبارة في قطر و يمكنكم مشاركتنا المزيد من المعلومات حول تجاربكم لزيارة مدينة الزبارة في قطر وما هي أفضل معالم جذبتكم في مدينة الزبارة في قطر.