يشكّل فن الخط العربي في قطر جزءاً مهماً من التراث الفكري والفني. كما أنه يجسّد الهوية البصرية للغة العربية، التي تعكس الثقافة والهوية والتراث.
ومع ملاحظة بُعد الأجيال الجديدة عن هذا النوع من الفن. كان لا بد من التنبه ووضع الحلول المناسبة التي تضمن المحافظة على هذا الإرث الحضاري. ومن هنا جاءت فكرة ورش عمل تعليم الخط العربي. فإذا كنت من الراغبين بتعلم الخط العربي في قطر هذا المقال يهمك.
كيف تتعلم الخط العربي في قطر؟- تعليم فن الخط العربي في جامع المدينة التعليمية في قطر
يُمثل مركز المنارتين (جامع المدينة التعليمية) واحداً من أروع الأعمال التي تعكس مكانة الخط العربي في قطر. كما يستضيف ورش عمل لتعليم فن الخط العربي لجميع الفئات العمرية ولمختلف الجنسيات في المجتمع.
حيث يقوم جامع المدينة التعليمية في قطر بتوفير فرص الالتحاق بورش تعليم الخط العربي مع الخطاط المصري محمد إبراهيم غانم. الذي طالما عشق هذا الفن منذ سنوات دراسته ونقل علمه لمئات الطلاب خلال مشواره المهني. كما أنه يشير إلى أن أهم مهارة يتطلبها تعلُّم فن الخط العربي هي مهارة التحلّي بالصبر.
يتم في هذا المركز تدريس خطوط النسخ والرقعة والديواني، وتُدرس إمكانية تدريس الثلث والفارسي والكوفي في وقت لاحق.
الخط العربي في قطر
تشمل ورش عمل تعليم الخط العربي أربعة مستويات. المستوى الأول، يدرس فيه الطالب الحروف المفردة في شكلها المنفصل دراسة وافية بشكل علمي. المستوى الثاني، يدرس فيه الطالب قواعد اتصال الحرف. المستوى الثالث والرابع، يدرس الطالب خلالهما تركيب الجمل.
الأهم من ذلك أن ورش العمل هذه تجذب مشاركين من فئات عمرية مختلفة. بل وتضم مزيجاً متنوعاً من الخلفيات والجنسيات، بما في ذلك غير الناطقين باللغة العربية.
الإقبال والتفاعل مع ورشات تعليم الخط العربي
قبل مرحلة كورونا كان الإقبال كبيراً على ورش وفعاليات تعليم الخط العربي. حيث كان عدد المتقدمين يفوق الطاقة الاستيعابية لقاعات التدريب. نتيجة لذلك كان يتم الاعتذار عن العدد الفائض أو تأجيله لدورة قادمة واستمر هذا حتى نهاية عام 2019. ومن هنا أثمرت هذه الفعاليات عن ظهور عدد من الخطاطين والخطاطات الذين يلمع نجمهم في سماء فن الخط العربي الآن.
إلا أنه بسبب القيود الاحترازية أثناء جائحة كورونا توقفت دورات الخط العربي منذ الشهر الثالث من عام 2020. حتى الشهر الخامس من عام 2021 حيث أقيمت أول ورشة للخط العربي في معهد الجزير للإعلام بعد تخفيف القيود. ولكن العدد كان قليلا نسبياً مقارنة بما قبل الأزمة. ومع ذلك من المتوقع عودة الطلب على الالتحاق بدورات الخط العربي في الأيام القادمة.
للمزيد من المعلومات حول مراكز اللياقة البدنية في قطر، اضغط هنا.
الحرف العربي الأكثر إقبالاً عليه أثناء ورشات تعليم الخط العربي في قطر
إن الشعب القطري شعب ذواق ومحب للفنون كافة وخاصة فن الخط العربي الذي يحظى بمكانة عظيمة في قطر. حيث أن كل الخطوط العربية تنال حب واهتمام القطريين ويرغبون بتعلمها.
إلا أن أكثر حرف يتوقف عنده المتدربون أثناء الكتابة في جميع الخطوط هو شكل حرف الحاء أو الجيم أو الخاء. نظرا لجمال هذا الحرف ولصعوبة كتابته بقلم القصب مثلا. وسبب ذلك كونه يكتب على مراحل عدة بحركات متسلسلة. بالإضافة إلى كبر حجمه مقارنة بالحروف الأخرى وخاصة بخط الثلث الذي يعتبر أجمل و أصعب الخطوط العربية.
تأثير التقنيات الحديثة على الإقبال على تعلم الخط العربي
يعيش فن الخط العربي في دولة قطر عصره الذهبي بفضل الاهتمام الذي توليه الدولة. ولعل المسابقة الدولية التي أعلنت عنها لكتابة مصحف قطر والتي انفردت بها دولة قطر هي أكبر تكريم لفن الخط العربي. إلى جانب دعم للخطاطين ولكل محبي هذا الفن العظيم في العالم.
لذلك الإقبال على تعلم فن الخط العربي مستمر بالرغم من التقدم التكنولوجي الرهيب وظهور أعتى برامج التصميم والإخراج وأدق الطابعات. لسبب بسيط وهو الروح والجمال والإحساس والأصالة الموجودة في خط اليد والتي يفتقدها الحاسب الآلي. وبالتالي مهما نافست التقنيات الحديثة تعلم الخط العربي، سيبقى شامخاً في فضاء الجمال بما يحمله من ينابيع إبداع لا تنضب.
إقبال غير الناطقين باللغة العربية على تعلم الخط العربي في قطر
يعود سبب إقبال غير الناطقين باللغة العربية على تعلم الخط العربي إلى تأثير الحرف العربي. بالإضافة إلى ما يتميز به من جماليات. علاوة على أنهم يجدون في ممارسة فن الخط العربي والنظر إليه وسيلة للتخفيف من توترهم. بالإضافة إلى تحرير أنفسهم من الضغوط اليومية التي تفرض عليهم بسبب التعامل مع الحقائق والأرقام. والحقيقة إن الثقافات المختلفة تحاول استكشاف الفن العربي وهذا اعتراف مباشر بالثقافة العربية ودورها.
في النهاية إن تعلم الخط العربي أمر مهم. وذلك كون الخط العربي يعتبر من الفنون الجميلة التي تتميّز بقدرتها على تربية الذوق وشحذ المواهب ورهافة الحس. كما أنه يبعث في نفس القارئ مشاعر الارتياح النفسي عند قراءة النص المكتوب بخط جميل وواضح.